الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي
والتقدير: أعظم طلحة الطلحات، فلو أقام المضاف إليه مقام المضاف بعد حذفه للزم مجيء بدل كل من بعض، ولم يثبته الأكثرون (1)، ومن ذلك قول الآخر (2):
أي: لبان ثدي أم، يقول ابن السيد: "ومن خفض (ثدي أم) جعله بدلا من لفظ اللبان، ومن نصبه أبدله من موضعه، لأنه في موضع نصب، ولا بد من تقدير مضاف محذوف في كلا الوجهين كأنه قال: لبان ثدي أم، وإنما لزم تقدير مضاف، لأنه لا يخلو من أن يكون بدل الشيء من الشيء وهما لعين واحدة، أو بدل بعض من كل، أو بدل اشتمال، فلا يجوز أن يكون من بدل البعض، لأن الثدي ليس بعض اللبان، ولا يجوز أن يكون بدل اشتمال، لأن معنى قولنا بدل اشتمال أن يكون الأول يشتمل على الثاني، وذلك لا يصح هاهنا، وقد ذهب قوم إلى أن الثاني هو المشتمل على الأول وذلك غلط، فلم يبق إلا أن يكون بدل الشيء من الشيء، وهما لعين واحدة، والثدي ليس اللبان فوجب أن يقدر: لبان ثدي" (3).- - - - - - - - - -(1) ينظر: همع الهوامع: 3 /150، وحاشية ياسين على الألفية: 1 /410- 411، والنحو الوافي: 3 /674.(2) البيت للأعشى في ديوانه: 275، وأدب الكاتب: 266، والأغاني: 5 /79، والخصائص: 1 /265، وشرح المفصل: 4 /107- 108، ومغني اللبيب: 200، 276، وخزانة الأدب: 7 /126، والدرر: 3 /133، وبلا نسبة في الإنصاف: 1 /374.(3) الاقتضاب: 2 /619. وينظر: نتائج الفكر: 308، وخزانة الأدب: 7 /146. النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 487- مجلد رقم: 1
|